[size=32] بسم الله الرحمن الرحيم
[/size][size=32] السلام عليكم
[/size][size=32] فهد اليتيم..( قصه واقعيه منقولة )..
[/size][size=32]لم تعلم ساره ما تخبأه الأقدار لها :
[/size][size=32]عندما اخبرها الطبيب انها حامل..
[/size][size=32]طارت من الفرحه ولم تكد تصدق ما تسمع بعد
[/size][size=32] زواج دام أكثر من خمس سنوات دون حمل..
[/size][size=32]اتصلت على زوجها و أخبرته بأنها حامل..
[/size][size=32]فكاد أن يطير عقله من الفرح فسجد شكرا لله..
[/size][size=32]سارت الأيام و الزوجين سعيدين بهذا الحمل..
[/size][size=32]حيث أخبرتهم الطبيبه بعد عدة أشهر أنه ( ولد )..
[/size][size=32]ذهبت ساره الى السوق لتجهز ملابس صغيرها..
[/size][size=32]أقل من شهر و تلد..
[/size][size=32]لذلك عليها أن تجمع له ملابس الولاده..
[/size][size=32]الأب بدوره ذهب الى محلات الأثاث ليجهز غرفه لصغيره..
[/size][size=32]في تلك الليله حست ساره بآلام الولاده..
[/size][size=32]أيقضت زوجها من النوم و أخبرته بأنها لم تنم
[/size][size=32] طوال الليل بسبب الآلام التي تحس بها..
[/size][size=32]و طلبت منه أن يأخذها الى المستشفى..
[/size][size=32]في الطريق قالت له :
[/size][size=32]يا خالد اذا رزقنا الله بمولود ماذا ستسميه ؟؟
[/size][size=32] قال : اختاري أنتي يا حبيبتي..
[/size][size=32]قالت : لا أترك الاسم لك..
[/size][size=32]و قالت بصوت حزين فيه ابتسامه حزن :
[/size][size=32]لو أن الله قبض روحي و أنا ألد فانتبه لابني يا خالد..
[/size][size=32]نظر اليها زوجها بنظرة خوف !!
[/size][size=32]و أراد أن يهدئ من روعها : أنتي يا ساره أول مره تلدين..
[/size][size=32]لذلك من الطبيعي أن تخافي..فلا داعي للخوف..
[/size][size=32]كل الحريم يلدون و الحمدلله لم يحدث لهن مكروه..
[/size][size=32]قالت له :
[/size][size=32]خالد أعطني يدك..
[/size][size=32]فمسكت يده و ضمتها الى صدرها وهي تقول
[/size][size=32] بخوف وحزن شديدين :
[/size][size=32]ممكن أموت و أنا ما شفت ولدي !!!!
[/size][size=32]فاذا طلع بصحة جيده :
[/size][size=32]ضمه بيدك هذي اللي ضميتها أنا عشان
[/size][size=32] أحس فيها..
[/size][size=32]أبي و أنا بالقبر أحس بولدي..
[/size][size=32]غضب خالد من كلامها و سحب يده من
[/size][size=32] يدها و قال :
[/size][size=32]تعوذي من الشيطان و اذكري الله يا ساره..
[/size][size=32]تفائلي بالخير تجديه و ان شاء الله ما صاير الا الخير..
[/size][size=32]قالت ساره لزوجها :
[/size][size=32]خالد أنا قبل ليلتين رأيت رؤيا غريبه ولا أدري
[/size][size=32] ما هو تفسير ذلك الحلم !!!!!!
[/size][size=32]رأيت أنني و أنت و معنا طفل كأنه في الحلم انه
[/size][size=32] ابننا واقفون في طريق و اذا بقطار يمر و يقف أمامنا..
[/size][size=32]و أنت بجانبك امرأه لا أعرف من هي !!!!
[/size][size=32]فدفعت بي و بأبننا للركوب بالقطار..
[/size][size=32]و اذا بأحد حراس القطار يمسك بيدي و يركبني القطار..
[/size][size=32]فقال أنتي لكي مكان لدينا..
[/size][size=32]أما الطفل فمكانه في القطار الرابع..
[/size][size=32]وبعد أن مر أربع قطارات : وقف القطار الرابع !!!!
[/size][size=32]و بينما أنت كنت مشغول عن الطفل دفعت به
[/size][size=32] تلك المرأه الى القطار وهي تضحك..
[/size][size=32]فركب القطار و جلست أنت مع تلك المرأه..
[/size][size=32]و حقيقة أنني خفت من هذا الحلم ولا أدري ماهو تفسيره !!!
[/size][size=32]قال خالد لزوجته : تعوذي بالله من شر ما رأيتي..
[/size][size=32]هذي أضغاث أحلام يا زوجتي..
[/size][size=32]عندما وصلا المستشفى دخلت ساره قسم التوليد..
[/size][size=32]وتم عمل الفحوصات و الاجراءات اللازمه..
[/size][size=32]حيث قررت الطبيه أن يتم ادخال ساره الى غرفة الولاده..
[/size][size=32]طلبت ساره من الطبيبه أن تسمح لزوجها بمرافقتها..
[/size][size=32]ولكنها رفضت وقالت لها :
[/size][size=32]توكلي على الله وكل شي بيد الله سبحانه..
[/size][size=32]قالت ساره للطبيبه :
[/size][size=32]أريد أن أكلم زوجي في الممر فقط و أنا على السرير..
[/size][size=32]فوافقت الطبيبه..
[/size][size=32]في الممر أتى خالد ونظر الى زوجته بابتسامه..
[/size][size=32]و اذا بوجهها شاحب مصفر..
[/size][size=32]قال لها : ما بك يا ساره ؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] اليوم أسعد يوم في حياتنا و أنتي حزينه !!!!!!
[/size][size=32]من المفروض أن تكوني سعيده لهذا اليوم لأن الله
[/size][size=32] سيرزقنا مولولدا و باذن الله سأسميه على اسم والدك
[/size][size=32] اكراما لك يا حبيبتي..
[/size][size=32]نظرت اليه بعينيها الشاحبتين و قالت له :
[/size][size=32]خالد تحبني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] قال خالد : يا ساره أكيد أحبك و أموت فيك بعد..
[/size][size=32]دمعت عينيها و أمسكت بيديه و ضمتهما على صدرها..
[/size][size=32]قالت له :
[/size][size=32]خالد اذا أنا مت وعاش ولدنا ما راح أمنعك من انك تتزوج..
[/size][size=32]بس أرجوك لا تحط الولد عند زوجتك حطه عند أهلي أو أهلك..
[/size][size=32]بس لا تحطه عند وحده ثانيه..
[/size][size=32]قال : أعوذ بالله وش فيك اليوم يا حبيبتي متغيره مره !!!!!!
[/size][size=32]وين ساره المؤمنه بقضاء الله و قدره ؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] بعدين هذي مو عمليه خطيره أو مرض خطير عشان تخافين..
[/size][size=32]هذي ولاده سهله باذن الله..
[/size][size=32]قالت : خالد أنا حاسه ان هذا آخر يوم لي في هالدنيا..
[/size][size=32]لو الله أخذ روحي سامحني..
[/size][size=32]أرجوك يا خالد سامحني لو قصرت عليك في يوم..
[/size][size=32]سامحني اذا أنا أخطيت عليك أو ما سمعت كلامك..
[/size][size=32]في هالوقت خالد ما قدر يتمالك أعصابه :
[/size][size=32]و سقطت دمعه من عينه على يد ساره..
[/size][size=32]قال لها :
[/size][size=32]ساره صدقيني أنتي أغلى و أعز ما أملك بهالوجود..
[/size][size=32]و حط راسه على صدرها و جلس يبيكي..
[/size][size=32]أتت الطبيبه و قالت لهم :
[/size][size=32]توكلو على الله و ادع لزوجتك ان الله يسهل عليها الولاده..
[/size][size=32]دخلت ساره غرفه الولاده و معها الطبيبه و الممرضات..
[/size][size=32]و خالد جالس يتذكر شريط حياته مع ساره من أول
[/size][size=32] ما تزوجوا لين اليوم وهو يدعي الله أن يسهل على
[/size][size=32] زوجته الولاده..
[/size][size=32]راح ساعه و خالد ينتظر لين حس بالتعب و تمدد
[/size][size=32] على الكرسي لعله يرتاح بعض الوقت..
[/size][size=32]بعد مضي ساعتين و اذا بالطبيبه تصحيه
[/size][size=32] من نومته فقالت :
[/size][size=32]مبرووووووووووك رزقك الله بولد..
[/size][size=32]لم يتمالك نفسه من شدة فرحته..
[/size][size=32]ومسك الطبيبه من دون أن يشعر و أراد أن يضمها..
[/size][size=32]الى أنه تدارك الوضع فتعذر منها و شكرها..
[/size][size=32]ثم توجه للقبله و سجد شكرا لله..
[/size][size=32]ثم قال للطبيه : وما هو حال زوجتي ؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] قالت : انها تعبانه قليلا و نقلناها الى العنايه المركزه..
[/size][size=32]قال خالد : ما بها يا دكتوره طمنيني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] قالت له : لديها نزيف حاد و ارتفاع في الضغط مما
[/size][size=32] جعلها تدخل في غيبوبه..
[/size][size=32]صعق خالد من هذا الخبر فكاد أن يغشى عليه
[/size][size=32] مما حدث لزوجته..
[/size][size=32]هدأته الطبيبه و قالت :
[/size][size=32]عليك بالدعاء لها و نحن سنفعل ما بوسعنا واللي كاتبه الله سيقع..
[/size][size=32]ذهب خالد و توضأ ثم صلى ركعتين دعى لزوجت
[/size][size=32] بأن يشفيها الله مما هي فيه..
[/size][size=32]بعدها ذهب ليرى ابنه وهو يضحك تاره فرحا بابنه
[/size][size=32] و يبكي تاره بسبب ما حل بزوجته..
[/size][size=32]ثم ذهب الى الطبيبه يستأذنها للدخول على زوجته..
[/size][size=32]دخل على زوجته فرآها صفراء اللون شاحب
[/size][size=32] وجهها و الأجهزه على جميع جسمها..
[/size][size=32]فبكى بكاء الطفل بعد أن كانت قبل قليل معه في أتم صحه و عافيه..
[/size][size=32]كيف تبدلت الأحوال و صار ما صار !!!!!!!!!
[/size][size=32]جلس بجانبها يقرأ عليها القرآن و يدعوا لها..
[/size][size=32]أتت الطبيبه و أخبرته بأن عليه أن يخرج لأنه
[/size][size=32] ممنوع الزياره لها..
[/size][size=32]خرج خالد الى بيته و جلس هناك يصلي ويدعي
[/size][size=32] الله بأن يشفي زوجته الى أن أحس بالتعب..
[/size][size=32]ثم ذهب لينام قليلا..
[/size][size=32]في منتصف الليل جرس الهاتف يرن و رد عليه خالد..
[/size][size=32]اذا به المستشفى..
[/size][size=32]ألو..
[/size][size=32]نعم ؟؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] أنت خالد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] نعم..
[/size][size=32]أعظم الله أجرك في زوجتك..
[/size][size=32]أردنا أن نخبرك أن زوجتك قد فارقت الحياه
[/size][size=32] لكي تأتي لانهاء اجراءت استلامها..
[/size][size=32]سقطت السماعه من يد خالد من الصدمه التي حلت به..
[/size][size=32]و بكى حتى جفت عيونه من الدموع..
[/size][size=32]اتصل على أخيه و والده و أهل زوجته و أخبرهم..
[/size][size=32]ذهب الى المستشفى وقد قرر المستشفى خروج
[/size][size=32] الاثنين من المستشفى ( الأم و الطفل معا )..
[/size][size=32]جميع من في المستشفى بكى لهذا المنظر..
[/size][size=32]خرجت الأم ملفوله بالكفن الأبيض مودعة الدنيا ورائها..
[/size][size=32]و خرج الطفل ملفوفا بخرقة بيضاء الى هذه الدنيا من دون أم..
[/size][size=32]خرجو في لحظه واحده وفي دقيقه واحده وفي سياره واحده..
[/size][size=32]ولكنه لم يكتب لهما أن يرى بعضهما..
[/size][size=32]ولم يكتب لهما أن يجتمعا..
[/size][size=32]اجتعما طيلة تسعة أشهر وفي اللحظات الأخيره تفرقا..
[/size][size=32]خرجا من المستشفى وكل منهما له طريق..
[/size][size=32]الأم الى المقبره و الولد الى بيت والده..
[/size][size=32]أخذو ساره و نقلوها الى القريه التي يعيش بها
[/size][size=32] أهلها و أهل زوجها كي يصلى عليها و تدفن هناك..
[/size][size=32]تقبل زوجها العزاء بكل ألم و حسره و مراره
[/size][size=32] على فراق زوجته وهو راض بقضاء الله و قدره..
[/size][size=32]كان يتذكر كلمات زوجته و يرددها..
[/size][size=32]أحس بما كانت تحس به من دون أجلها عندما
[/size][size=32] كانت تقول له تلك الكلمات في السياره وفي المستشفى..
[/size][size=32]وضع خالد ابنه عند والدته كي تهتم برعايته و تربيته..
[/size][size=32]اهتم خالد بصغيره فهد الذي أسماه على اسم والد
[/size][size=32] زوجته حبا لها..
[/size][size=32]وكان خالد يأتي كل أسبوع من الرياض و يلاعبه و يحضر
[/size][size=32] له الهدايا و الألعاب..
[/size][size=32]و يقضي معه يومي الخميس و الجمعه في اللعب و
[/size][size=32] الجلوس مع ابنه..
[/size][size=32]ويوم الجمعه يودع ابنه مساءا لكي يذهب الى عمله..
[/size][size=32]كان الابن متعلقا بوالده و يحبه حبا شديدا..
[/size][size=32]فلا يكاد يتركه طوال وقته..
[/size][size=32]كان والد خالد و والدته يلحون عليه بالزواج..
[/size][size=32]ولكنه كان يفكر بكلام زوجته ساره..
[/size][size=32]حيث أن خالد يحبها حبا جنونيا يمنعه من الزواج
[/size][size=32] من بعدها وفاءا و حبا لها..
[/size][size=32]ولكن والديه أصرا على زواجه لأنه وحيدا في الرياض..
[/size][size=32]مما يستدعي سرعة زواجه من فتاه تقوم بشؤونه و ترعاه..
[/size][size=32]كان خالد بين نارين :
[/size][size=32]نار زوجته التي ستأكل النيران قلبه اذا تزوج
[/size][size=32] و خان وعده معها..
[/size][size=32]ومن الجهه الأخرى أنه ان لم يتزوج فسيكون قد
[/size][size=32] عصى والديه و أغضبهما..
[/size][size=32]وفي الاخير استجاب لرغبة والديه ارضاء لهما..
[/size][size=32]لأن رضى الوالدين من رضا الله..
[/size][size=32]فخطبت له والدته فتاه و قررا الزواج..
[/size][size=32]كان عمر ابنه فهد سنه..
[/size][size=32]اشترط خالد على الزوجه بأن تقبل بوجود ابنه
[/size][size=32] فهد بالبيت للعيش معهما..
[/size][size=32]و رفضت في البدايه ولكنها وافقت بالأخير..
[/size][size=32]كانت الزوجه تعامل فهد معاملة متوسطه :
[/size][size=32]لم تقسو عليه ولم تعطف عليه..
[/size][size=32]كأنه أي طفل بالشارع لا يعنيها أمره..
[/size][size=32]ان أكل فلا يهم و ان لم يأكل كذلك..
[/size][size=32]كان خالد يشدد على حصه زوجته بالحرص
[/size][size=32] على الطفل و أنه يتيم فيه أجر كبير..
[/size][size=32]وكانت لا تلقي بالا لكلامه..
[/size][size=32]رزقهمها الله في أول سنه بطفل..
[/size][size=32]و بعد سنتين رزقهما لله بطفل آخر..
[/size][size=32]و كانت حصه بعد ولادة الطفل الأول تتغير
[/size][size=32] شيئا فشيئا حيال فهد..
[/size][size=32]كانت تضربه اذا أخطأ بعكس ابنها..
[/size][size=32]و كانت تعطي ابنها الألعاب الجديده و فهد لا يأخذ
[/size][size=32] الا الألعاب القديمه..
[/size][size=32]وبعد أن أتاها المولود الآخر بدأت تقسو على هذا
[/size][size=32] الطفل اليتيم..
[/size][size=32]ففي أتفه الأسباب كانت تضربه و تهينه..
[/size][size=32]و تدعي أمام زوجها بأنها تعامله مثل اخوانه وانهم
[/size][size=32] جميعا أبنائها..
[/size][size=32]كان الصغير لا يفقه شيئا مما يجري..
[/size][size=32]حيث كانت لا تهتم بملابسه..
[/size][size=32]فتشتري لأبنائها الملابس الجديده بكثره و تشتري
[/size][size=32] له لباسا واحد..
[/size][size=32]وفي الشتاء لا تهتم بألباسه لبسا ساترا عن البرد بعكس ابنائها..
[/size][size=32]حيث تلبسهم أفضل و أحسن الملابس الشتويه..
[/size][size=32]أما فهد فاذا رأيت ملابسه بالشتاء كأنك تحسبه بالصيف..
[/size][size=32]فطفل في عمر أربع سنوات لا يعي من الحياة شيئا
[/size][size=32] الا الأكل و المرح و النوم..
[/size][size=32]كان خالد قد أخذ عهدا على نفسه بعد أن تزوج و بعد
[/size][size=32] أن نقل ابنه للعيش معه أن يذهب أسبوعيا لزيارة قبر زوجته..
[/size][size=32]فكان كل يوم اربعاء يأخذ ابنه معه لزياره أهله في
[/size][size=32] القريه و زيارة قبر زوجته و الدعاء لها..
[/size][size=32]كان يبكي كثيراعند قبرها من حبه لها..
[/size][size=32]و كان يأخذ ابنه فهد و يقول له ابنه :
[/size][size=32]بابا ليش تبكي ؟؟؟؟
[/size][size=32] يقول له هذي ماما هنا..
[/size][size=32]في أحد المرات قال فهد لوالده : بابا..
[/size][size=32]قال الأب : سم يا ولدي ؟؟
[/size][size=32] قال ماما هنا ما تضرب ؟
[/size][size=32] قال خالد : ليه يا ولدي ؟؟ ماما أصلا ما تضرب..
[/size][size=32]قال : ماما حصه تضربني كثير..
[/size][size=32]قال : لا ماما حصه تحبك..
[/size][size=32]بس أنت اذا أخطيت ممكن تضربك مثل اخوانك..
[/size][size=32]قال : طيب ماما تحبني ؟؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] قال : ايه تحبك و تموت فيك..
[/size][size=32]قال فهد : بابا خلها تطلع أبي أشوفها..
[/size][size=32]قال : هي الحين بالجنه يا حبيبي..
[/size][size=32]قال : بابا أبي أشوفها..
[/size][size=32]طلع صورتها من جيبه قال : هذي ماما يا فهودي..
[/size][size=32]قال فهد : ماما حنوووه >> يعني حلوووه..
[/size][size=32]قال : ايه هي حلوه مثلك و تحبك بعد..
[/size][size=32]مسح دموعه خالد و طلع من المقبره وهو يدعي
[/size][size=32] لزوجته بالجنه و الغفران..
[/size][size=32]كان خالد كل ليله يتذكر آخر كلمات زوجته
[/size][size=32] بالسياره و بالمستشفى..
[/size][size=32]وكان يتذكر ذلك الحلم الغريب الذي قالت
[/size][size=32] له زوجته..
[/size][size=32]يفكر فيه دائما و أبدا الى أن يقطع تفكيره
[/size][size=32] و هواجيسه النوم..
[/size][size=32]كان خالد يرى في كثير من الأحيان رؤيا لزوجته
[/size][size=32] وهي جالسه في حديقه غناء كلها ورود و بساتين
[/size][size=32] و طيور تغرد حولها وهي تحكي له بأنها سعيده
[/size][size=32] و مبسوطه في حياتها و انها في الجنه..
[/size][size=32]و كانت تشير اليه بالحلم الى مكان بعيد و تقول له :
[/size][size=32]انظر يا خالد هناك هل ترى ؟؟
[/size][size=32] فيلتفت فيرى عربة قطار كبيره..
[/size][size=32]قالت له ساره :
[/size][size=32]هذه يا خالد العربه التي أتيت بها الى الجنه..
[/size][size=32]و أنا يا خالد سعيده و مبسوطه..
[/size][size=32]لكن هناك ما يكدر خاطري !!!!!
[/size][size=32]قال خالد : ما هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[/size][size=32] قالت : أنتظر العربه الرابعه..
[/size][size=32]ففيها ما يسرني و يقر عيني..
[/size][size=32]و يسألها خالد بالحلم ما هو ؟
[/size][size=32] ولكنها لا تجيبه !!!!!!!!!!!!!!
[/size][size=32]تكرر عليه هذا الحلم أكثر من مره..
[/size][size=32]وسأل عنه ولم يجد له جوابا..
[/size][size=32]بعد سنه من وفاة زوجته :
[/size][size=32]رأى نفس الحلم ولكن باختلاف وجود عربتين..
[/size][size=32]و قالت له نفس الكلام و انها بانتظار العربه الرابعه..
[/size][size=32]كان خالد يقوم من نومه سعيدا بعد أن رأى زوجته
[/size][size=32] سعيده في الجنه..
[/size][size=32]و لكنه لم يفهم ما يؤوله له ذلك الحلم المخيف !!!!!!!
[/size][size=32]بعد السنه الثالثه رأى خالد زوجته وهي تشير اليه
[/size][size=32] أن العربه الثالثه قد أتت..
[/size][size=32]و أنها قد قرب موعد اللقاء مما زاد الحيره
[/size][size=32] في نفس خالد و الشكوك !!!!!!
[/size][size=32]هل هذه أحلام أم أضغاث أحلام !!!!
[/size][size=32]و كان دائما يتعوذ بالله من شر ما رأى..
[/size][size=32]في ليلة الاربعاء ومع شدة البرد :
[/size][size=32]قرر خالد أن يذهب بالغد الى القريه لزياره أهله و زوزجته..
[/size][size=32]و كان يفكر هل يذهب بابنه أم يتركه في بيته
[/size][size=32] حفاظا عليه من البرد !!!!!!
[/size][size=32]لأن البرد شديد و يخاف على ابنه..
[/size][size=32]نام خالد تلك الليله و رأى في منامه حلما مفرحا
[/size][size=32] و مخيفا في نفس الوقت..
[/size][size=32]فقد رأى زوجته في تلك الجنه التي رءاها من قبل
[/size][size=32] وهي فرحه مبسوطه..
[/size][size=32]و تشير له الى العربات وهن ثلاث عربات و تقول :
[/size][size=32]غدا ستصل الرابعه و كررتها ثلاث مرات !!!!!!!!!
[/size][size=32]قام خالد من نومه فزعا خائفا وهو يتعوذ بالله من
[/size][size=32] الشيطان الرجيم..
[/size][size=32]و قام فصلى ركعتين و تعوذ بالله من شر ما رأى..
[/size][size=32]و دعا الله بأن يحفظه و ذريته من كل شر..
[/size][size=32]بعد هذا الحلم :
[/size][size=32]دخلت خالد الشكوك في ان ابنه سيصيبه مكروه
[/size][size=32] في هذه الرحله..
[/size][size=32]فقرر تركه في البيت حفاظا عليه..
[/size][size=32]وفي المساء وصى زوجته على أبنائه كلهم
[/size][size=32] وبالذات ابنه اليتيم..
[/size][size=32]لأنه أول مره يتركه لوحده معهم..
[/size][size=32]ثم ذهب الى القريه لزيارة أهله و زوجته كعادته
[/size][size=32] كل أسبوع..
[/size][size=32]بعد أن وصل اتصل على بيته و كلم زوجته و كلم
[/size][size=32] ابنه فهد يسأله عن أخباره..
[/size][size=32]و وعده بأن يحضر له هديه اذا رجع..
[/size][size=32]وقال له فهد : بابا ليه ما خذتني أشوف ماما ؟؟؟؟؟
[/size][size=32] قال : يا ولدي خلها المره الجايه اليوم برد ولا أخذتك..
[/size]
[size=32]بكى فهد وهو يكلم والده قال : مابي مابي..
[/size][size=32]أبي أشوف ماما أبي ماما أنا أحبها..[/size][size=32]قال له والده :
[/size][size=32]طيب يا حبيبي أنا بأسلم على أمك و أجي الليله..
[/size][size=32]ما راح أنام الا معاك ان شاء الله..
[/size][size=32]كانت حصه قد عزمت أهلها و اخواتها في
[/size][size=32] البيت للعشاء..
[/size][size=32]وقد حضر الجميع من نساء و أطفال و امتلأ البيت منهم..
[/size][size=32]و أصبح الأطفال يسرحون و يمرحون في فناء
[/size][size=32] المنزل وفي داخله..
[/size][size=32]وكان الصغير فهد يلعب و يلهو معهم..
[/size][size=32]كان الجو شديد البروده..
[/size][size=32]وكان الجميع عليه من الملابس ما يكفيهم الا فهد..
[/size][size=32]فليس عليه الا قميصا بالكاد يستر بدنه..
[/size][size=32]وبما أنه طفل لا يعي ولا يدرك عواقب البرد :
[/size][size=32]فقد ظل يلعب و يلهو مع الأولاد حتى تغلغل البرد
[/size][size=32] في عظامه و جسمه..
[/size][size=32]فجلس على الأرض يلهث من التعب و الأطفال من
[/size][size=32] حوله يلعبون..
[/size][size=32]صاحت حصه بأعلى صوتها :
[/size][size=32]يالله تعالو العشا يا بزارين..
[/size][size=32]راح الأطفال يركضون الى الداخل..
[/size][size=32]و تبقى فهد يلهث من التعب..
[/size][size=32]وقد قضى البردعلى جسمه و أتعبه..
[/size][size=32]و أصبح يكح ولا أحد يعلم عنه..
[/size][size=32]تجمع الأطفال من جهه على العشاء
[/size][size=32] و النساء من جهه..
[/size][size=32]فكل لاهي في أكله الا هذا الطفل اليتيم المسكين
[/size][size=32] لا أحد يعلم عن أمره شيء الا الله..
[/size][size=32]جلس الجميع يأكلون في غرفه دافئه حتى امتلأت
[/size][size=32] بطونهم و تفرغوا للكلام و اللعب..
[/size][size=32]فقالت احدى الفتيات لأخرى :
[/size][size=32]دعينا نخرج نتمشى قليلا في فناء المنزل..
[/size][size=32]فخرجتا الفتاتين فاذا بهما يريا فهد ممدا
[/size][size=32] على الأرض..
[/size][size=32]وقد تقوقع على نفسه من شدة البرد..
[/size][size=32]ضحكت احداهما و قالت :
[/size][size=32]شوفي هالبزر الخبل نايم بالحوش !!!!!!!!
[/size][size=32]خلينا نصوره عشان تشوفه حصه..
[/size][size=32]صورت الطفل بالفيديو و ذهبت به الى حصه و قالت :
[/size][size=32]شوفي ابنك وين نايم فيه !!!!!!!!!
[/size][size=32]جلسو يتفرجون على الفلم قالت حصه :
[/size][size=32]ايه الولد طلع نوام على أمه..
[/size][size=32]وكان الجميع يعتقد بأنه قد غلب عليه النعاس و نام..
[/size][size=32]قالت حصه الله يستر لا يجي الولد شي وش
[/size][size=32] يفكنا من أبوه !!!!!!!!
[/size][size=32]في هذه الأثناء قد رجع خالد من القريه و فتح الباب :
[/size][size=32]واذا به يرى ابنه فهد ساقطا على الأرض و قد تقوقع على جسمه..
[/size][size=32]ركض مسرعا اليه و حمله من الأرض وهو يحرك جسمه معتقدا بأنه نائم و يقول له :
[/size][size=32]فهد حبيبي نايم هنا ؟
[/size][size=32] وهو لا يجيب صار ينفض جسمه و يحرك وجهه..
[/size][size=32]فهودي حبيبي أنا بابا وصلت من عند أمك يالله
[/size][size=32] قوم أبي أحضنك..
[/size][size=32]فهودي حبيبي ماما تسلم عليك قوووم !!!!!!!!
[/size][size=32]لم يتحرك الابن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
[/size][size=32]كان لون جسمه أزرق و شديد البروده..
[/size][size=32]أسرع به الى المستشفى..
[/size][size=32]و بعد اجراء الفحوصات عليه :
[/size][size=32]أخبره الطبيب أن الطفل قد مات من شدة البرد..
[/size][size=32]فسقط خالد على الأرض وهو يبكي و يقول :
[/size][size=32]صدقت ساره صدقت ساره..
[/size][size=32]يقصد ذلك الحلم الذي رأته وهو في القطار..
[/size][size=32]وهذه قصته..
[/size][size=32]الى كل امرأه أو رجل فليخاف الله في الأيتام..
[/size][size=32]فأن ليس لهم أحد بعد الله الا نحن..
[/size][size=32]وقد وصانا الرسول عليه السلام بالأيتام.[/size]